عن الصحراء الذكية
يلعب القطاع الزراعي دوراً مهماً في الاقتصاد على مستوى العالم لإسهامه في تحقيق الأمن الغذائي والحد من البطالة، كما تتحكم الظروف المناخية وندرة المياه في معدل إنتاج العديد من المنتجات الزراعية الأساسية، وتؤثر على العاملين في هذا القطاع اقتصادياً. وفي الأردن باعتبارها ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم وتعرضها لضغوطات كبيرة على مواردها الطبيعية ولا سيما المائية، تحول جزء كبير من سياسية الأردن الزراعية نحو الإدارة المستدامة لموارد المياه والسيادة الغذائية والصادرات الزراعية، حيث أن القطاع الزراعي يستهلك 75% من إجمالي استهلاك الأردن للمياه وهو من أكبر القطاعات المشغلة للاجئين السورين والأردنيين الأقل حظاً.
تبنياً للتوجيهات الملكية السامية بما يتعلق بالقطاع الزراعي من سياسات وبرامج ومشاريع تزيد من الإعتماد على الذات في الإنتاج الغذائي وتطوير الموارد الزراعية واستخدام مصادر المياه بكفاءة عالية، جاء مشروع “الصحراء الذكية” لإحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي من خلال التمكين الاقتصادي للفئات الأقل حظاً من الأردنيين واللاجئين السوريين العاملين في القطاع الزراعي في مناطق البادية الشمالية الشرقية والمفرق والزرقاء وجرش ولواء الرمثا التابع لمحافظة اربد بهدف خلق فرص عمل جديدة، وزيادة وانتظام دخل العاملين في هذا القطاع وتحسين ظروف عملهم، وتوفير فرص لتطوير المشاريع المنزلية الزراعية.
يُمَول مشروع الصحراء الذكية من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ضمن مبادرة مينكا (MINKA) التي تطمح إلى معالجة التحديات الإقليمية والاجتماعية والاقتصادية التي خلقتها الأزمة السورية في الشرق الأوسط، وخاصة في الأردن، من خلال منحة مالية قدرها ١٠ ملايين يورو ليوفر المشروع 15 ألف فرصة تدريب للشباب الريادي المهتم بالأعمال الزراعية وأصحاب المزارع والعاملين في القطاع الزراعي، اضافة إلى دعم 500 مشروع منزلي زراعي و 200 مزرعة على مدار ثلاث سنوات (2021-2023) في منطقة البادية الشمالية الشرقية.
كما سيتم تنفيذ المشروع تحت إشراف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) وضمن تحالف من المنظمات الآتية: منظمة بلومونت (Blumont Inc)، ومنظمة آفاق لبناء بيئة خضراء (Horizons)، وشركة التقنية الخضراء (GreenTech)، والشبكة الإسلامية الدولية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM) بالشراكة مع المركز الوطني للبحوث الزراعية (NARC) والتي تلعب كل منها دوراً أساسياً في دعم وتنفيذ المشروع.
سيعمل المشروع على تقديم الدعم لأصحاب المشاريع المنزلية عبر عدة مراحل تبدأ من التوعية القانونية ودعم عملية التسجيل والترخيص وتقديم خدمات التدريب وتطوير الأعمال، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم، وربط المشاريع المنزلية مع الأسواق المحلية والمنصات الإلكترونية التسويقية لعرض منتجاتهم وفتح أسواق جديدة لهم وتقديم الدعم العيني لهم حسب الحاجة.
وسيعمل المشروع على تحسين ظروف العمل للمزارعين ودعم أصحاب المشاريع المنزلية من خلال حملة كسب التأييد بعنوان “نحو تعزيز حقوق أصحاب المهن المنزلية والعاملين في القطاع الزراعي” و 10 حملات توعوية أخرى يقودها أبناء المجتمع المحلي تهدف إلى إيجاد بيئة عمل مناسبة تلبي احتياجات العاملين والعاملات في القطاع الزراعي في مجال الصحة والسلامة العامة والحقوق العمالية .
وسيقوم المشروع ببناء قدرات المستفيدين، وتدريبهم على خفض التكاليف من خلال الاستخدام الأكثر فعالية للطاقة والاعتماد على الطاقة الشمسية كما سيوفر المشروع نظام إنذار للحد من الكوارث الطبيعية كالفياضانات، والجراد، والصقيع من خلال تطوير تطبيق للهواتف الذكية للمزارعين والعاملين في الزراعة باستخدام نظام الذكاء الإصطناعي لإستقراء أحوال الطقس والتنبؤ بالأحوال الجوية لحماية المحاصيل من أية مخاطر محتملة.
ومن خلال إنشاء حاضنة دعم الأعمال الأولى من نوعها في القطاع الزراعي، سيوفر المشروع الدعم التقني والقانوني بالإضافة إلى تقديم خدمات دعم الأعمال للمزارعين وأصحاب المشاريع المنزلية، وتقديم مساحات شاسعة للإبتكار والريادة للشباب المهتم في هذا القطاع. كما ستقوم الحاضنة بإطلاق شركة الصحراء الذكية التي ستعمل على تدريب المزارعين وأصحاب المشاريع المنزلية على تقديم السلع والمنتجات بطرق مميزة من حيث التغليف والتسويق بهدف توقيع اتفاقيات بين المستفيدين والأسواق المحلية والدولية.
عقد الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط شراكة مع مشروع الصحراء الذكية لمعالجة مسألة نقص المياه في الأردن والضغوط الهائلة على شبكة الصرف الصحي ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي بسبب شح المياه الشديد الذي تفاقم بسبب التدفق المتزايد للاجئين منذ عام 2011. الاتحاد من أجل المتوسط (UfM) هو منظمة حكومية دولية تعزز التعاون والحوار في المنطقة الأورومتوسطية من خلال مبادرات تتناول الأهداف الاستراتيجية الثلاثة للاستقرار الإقليمي والتنمية البشرية والتكامل الاقتصادي الإقليمي
