الحصاد المائي.. استراتيجية لتوفير مياه ري مستدامة

الحصاد المائي.. استراتيجية لتوفير مياه ري مستدامة
الثلاثاء 28 مارس, 2023

إنشاء حفائر ترابية أحد أهم أنشطة الصحراء الذكية

في ظل الازدياد الملحوظ على الطلب المائي واستنزاف أحواض المياه الجوفية، فإن الحصاد المائي أصبح أحد الحلول الممكنة والمجدية اقتصاديا لمواجهة مشكلة المياه في الأردن.

ويعد الحصاد المائي هو الاستراتيجية المائية الوحيدة حول العالم التي استطاعت اثبات جدواها كحل ناجع في كل العصور والظروف خاصة وان الاستمرار في الاعتماد على المياه الجوفية في المرتفعات الاردنية سيؤدي لنضوبها تماما خلال الخمسة عقود القادمة وبالتالي ينبغي حفظ حقوق أجيال المستقبل بمصادر المياه، والحصاد المائي فرصة عظيمة لتحقيق ذلك.

ويبين المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه الدكتور مروان الرقاد، أن الحصاد المائي يعمل على توفير المياه في المناطق الزراعية، ما يشجع المزارعين على استغلال مياه الفيضان المهدورة عبر الوديان واستغلالها في نشاطهم الزراعي من خلال إنشاء القنوات الناقلة لمضاعفة الاستفادة من عملية الحصاد المائي.

ويتابع: كما تعمل مشاريع الحصاد المائي على تغذية المياه الجوفية بشكل غير مباشر من خلال السماح للمياه بالوصول لتغذيتها وزيادة مخزونها

ويقول الرقاد : يعتمد مبدأ إدارة الوفرة مقابل الندرة والذي يتحقق من خلال الموازنة ما بين الفترات التي يوجد بها وفرة في المياه والفترات ذات الندرة المائية، ففي الشتاء للوفرة والصيف للندرة، ومن المعروف أن الامطار بعد هطولها تتوزع ما بين التبخر والجريان السطحي وتغذية المياه الجوفية بعد ترشحها من خلال التربة، وبما أن معدل الفاقد بالتبخر يزيد على 85% في المناطق الجافة مثل الشرق الاوسط، فإن الحصاد المائي يعظم الاستفادة من فاقد التبخر، ويخفف من خطر الجريان السطحي والذي قد يسبب سيولا جارفة.

ويلفت إلى أن الحلول الطبيعية والحفائر وابار الجمع تتسم بكلفتها المنخفضة وقدرتها على التناغم مع الطبيعة، اذ لا تؤدي لأي تلوث بصري أو استخدام لاي مواد دخيلة مثل الاسمنت والمعادن كما تتميز هذه الحلول بعدم مركزيتها مثل السدود الضخمة، اذ يمكن انشاؤها على نطاقات جغرافية واسعة وبالتالي خدمة أكبر عدد ممكن من سكان هذه المناطق…

ويبين أن الحصاد المائي يعمل على توفير مياه ري مجانية ومستدامة وهذا يشجع المزارعين على المزيد من الانشطة الزراعية، منوها أن ملوحة مياه الامطار والفيضانات منخفضة جدا وتقل عن 200 ملغم باللتر وهذا يعتبر ثروة وفرصة في ظل ارتفاع ملوحة المياه الجوفية بسبب الضخ الجائر والتغيرات المناخية.

ويوضح الرقاد أن استغلال مياه الأمطار من خلال الحصاد المائي يمكن عن طريق إنشاء السدود والحواجز الترابية لجمع المياه الذي يعتبر الأهم والأقل كلفة بالنسبة الى المواطن الذي سيجعل من الزراعة امراً ممكناً رغم قلة الموارد المائية وتخفف من التدهور البيئي وانجراف التربة ويجمّل المنطقة ويحسّن مستويات المعيشة.

ويضيف: يمكن تنفيذ الحلول منخفضة التكلفة بسهولة من قبل المجتمعات المحلية والمزارعين اذ لا تحتاج الى تقنيات متقدمة أو آليات متطورة ويمكن تنفيذها بآليات حفر بسيطة جدا، ولتعظيم الاستفادة وتقليل التكلفة ينبغي تدريب المجتمعات المحلية بهذا الخصوص.