في ريف جرش: مشاريع منزلية و فرص عمل لأفراد العائلة

في ريف جرش: مشاريع منزلية و فرص عمل لأفراد العائلة
الأربعاء 17 مايو, 2023

بدأت خولة – 56 عام- وهي أم لستة أبناء مشروع صناعة الألبان والأجبان بعد وفاة زوجها، إذ كان بعض أبنائها في مرحلة الجامعة، وأرادت من خلال المشروع تغطية نفقات تعليمهم، تقول خولة “لقد ولدت لأب وأم فلاحين، وكنت أعرف كيف أقوم بصنع الألبان والأجبان، وحين احتجت للعمل، اخترت أن أبدأ في هذا المجال لامتلاكي الخبرة الكافية فيه.”

كان على خولة أن تحصل على المواد الخام للبدء في مشروعها، وفي ذلك الوقت ومع عدم توفر المال الكافي لهذه الخطوة، فقد أقنعت خولة أحد جيرانها، والذي كان يعمل في تربية الأغنام، لإعطائها عشرة لترات من الحليب، وبعد أن صنعت منها اللبن والجبن، وعرضت منتجاتها للبيع، تفاجأت بأن كل جيرانها وأقربائها لم يحبو منتجاتها فحسب، بل عاد معظمهم لطلب المزيد منها! 

“عملت بجهد كبير لأستطيع تلبية الطلبات التي بدأت تنهال على منتجاتي، لكنني وعلى الرغم من خبرتي في المجال إلاّ أنني لم أكن قادرة على صنع كميات كبيرة باستخدام المعدات البسيطة التي توفّرت لدي، وما كنت أنتهي من تحضير الطلبات إلا وأنا أشعر بالانهاك والتعب الجسدي.”

قدّم مشروع الصحراء الذكية لخولة المعدّات التي تحتاجها للانتقال من مرحلة قبول عدد محدود من الطلبات، إلى قبول عدد أكبر دون الشعور بالتعب الشديد، فحتى مع مثابرتها لإنجاح المشروع، فقد كانت المعدات ستشكل قفزة بالنسبة لمشروعها، تقول خولة “لقد أحدثت المعدات التي تلقيها فرقًا كبيرًا على مشروعي وعلى صحتي، فقد كنت أقضي وقتًا طويلاً وأبذل جهدًا كبيرًا في كبس الجبن قبل أن أبدأ باستخدام المكبس الذي زوّدني به مشروع الصحراء الذكية.”

ساعدت المعدات التي تم تزويد خولة بها من تسريع عمليات الإنتاج، وكذلك تحسّنت مبيعاتها وتحسّن دخل مشروعها، والآن يساعدها أحد أبنائها في العمل على المشروع بدوام كامل بعد أن كان دون عمل، تقول خولة” كنت لا أستطيع تخزين منتجاتي بكميات كبيرة لامتلاكي برّادًا صغيرًا، أما الآن فلا تشكّل الكميات الكبيرة عبئًا بالنسبة لي، إذ أقوم بحفظ الفائض منها في البرّاد الكبير الذي قدّمه لي المشروع، لقد تحسّنت مبيعاتنا والآن يعمل  ابني معي بشكل يومي وقد أصبح المشروع يشكّل مصدر دخل جيّد لعائلتنا”.

قامت جلالة الملكة رانيا العبدالله بزيارة خولة تقديراً لجهودها: “أشعر بالفخر والسعادة، فزيارة الملكة تعني الكثير بالنسبة لي وللسيدات اللواتي يمتلكن مشاريع منزلية ويدعمن أسرهن”.

يعمل مشروع الصحراء الذكية الممول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية والذي ينفّذه اتحاد من المنظمات بقيادة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة على تقديم الدعم لأصحاب المشاريع المنزلية عبر عدة مراحل تبدأ من التوعية القانونية ودعم عملية التسجيل والترخيص وتقديم خدمات التدريب وتطوير الأعمال، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم، وربط المشاريع المنزلية مع الأسواق المحلية والمنصات الإلكترونية التسويقية لعرض منتجاتهم وفتح أسواق جديدة لهم وتقديم الدعم العيني لهم حسب الحاجة، وبالنسبة لخولة فقد استفادت بصورة كبيرة من التدريبات التي تم تقديمها في مجال إدارة المشاريع، وتسويها وأخيراً في مجال التعبئة والتغليف، تقول خولة “لقد استمر فريق مشروع الصحراء الذكية بمساعدتي وتوجيهي، ولقد استفدت من التدريبات في ابتكار غلاف خاص لمنتجاتي، وبالنسبة لي فقد كان الدعم الأكبر حين ساعدني المشروع على المشاركة في المهرجانات والبازارات على مستوى المملكة.” 

تحلم خولة بأن يكبر مشروعها، وأن يصبح أكثر من مجرد منتجات تبيعها، إذ تتمنى خولة أن تحوّل بيتها إلى بيت مفتوح، يزوره سكان المحافظات الأخرى ليعيشوا تجربة فريدة في ريف جرش، ويستمتعوا بالفطور البلدي الأصيل الذي بالطبع، سيشمل منتجات خولة التي تعدّها بحبٍ وإتقان.