ندرة المياه في الأردن تلهم إحدى سيدات البادية لبدء مشروع زراعي!

ندرة المياه في الأردن تلهم إحدى سيدات البادية لبدء مشروع زراعي!
الأربعاء 17 مايو, 2023

الأردن هو ثاني أكثر بلدان العالم  فقرًا في مصادر المياه. إذ أن موارد المياه المتجددة في الأردن تبلغ اقل من 100 متر مكعب للفرد، وهي أقل بكثير من حصة الفرد عالميًا والتي تبلغ 500 متر مكعب* و تدل على نقص شديد في المياه، حيث يتم تزويد المواطنين في المناطق الحضرية بالمياه مرة واحدة في الأسبوع، بينما يتم تزويد المناطق الريفية بالمياه أقل من مرة واحدة كل أسبوعين، وقد ازدادت هذه المشكلة حدًّة بعد اللجوء السوري الذي أدّى إلى زيادة الطلب على الماء في السنوات العشر الأخيرة.

في منطقة رحاب، إحدى المناطق الريفية في محافظة المفرق، تعيش تماضر وعائلتها المكونة من ثلاثة أطفال، وكغيرهم من أهل القرى تحيط منزلهم أرض واسعة طالما فكرت هي وزوجها باستغلالها، ولكن هذه الأرض وكغيرها من الأراضي في المفرق لم يكن من السهل زراعتها، إذ أن زراعة هذه المساحات تحتاج الكثير من الماء، وفي قرية كقريتهم لا يتوفر الماء بسهولة أو وفرة لأهل المنطقة.

كان على تماضر أن تفكر في فكرة تسمح لها باستغلال الأرض ولكن دون الحاجة للكثير من الماء، وأثناء جلوسها وزوجها على الشرفة في أحد الأيام، لاحظ زوجها أن نبتة الصبار التي زرعتها منذ مدة كبرت بشكل ملحوظ رغم أنه لا يقوم بريها بشكل متكرر كما أن بعض الصبارات الصغيرة كانت قد نمت بالقرب منها، لتولد في تلك اللحظة فكرة مشروع زراعة الصباريات والعصاريات في ذهنهما ويبدآ العمل على فصل الصبارات الصغيرة وتكثيرها لبدء المشروع بصورة بسيطة، ومع نمو هذه الصبارات وتكثيرها أصبح لدى الزوجين عدد من الصبارات، وبدآ باقتناء أنواع جديدة والتعلّم عن طرق تكثيرها عبر الانترنت، ولكنهما واجها بعض التحديات، إذ لم تكن لدى تماضرالمعرفة الكافية لإدارة مشروعها ماليًا وحساب التكاليف والأرباح بشكل صحيح، كما لم يكن لديها خبرة سابقة في مجال التسويق ، كما كانت كانت ظروف الطقس الصحراوي تؤثر سلبًا على بعض أنواع العصاريات والصباريات مما جعلها تحاول بالتعاون مع زوجها بناء بيت بلاستيكي إلا أنهما لم يتمكنا من تجهيزه بالكامل لأن المشروع كان لايزال في بدايته ولم يكن هناك ربح كافٍ لاستثماره في إتمام البيوت البلاستيكية.

قام مشروع الصحراء الذكية بدعم مشروع تماضر من خلال تجهيز البيوت البلاستيكية وتغطيتها وتزويدها بالبيتموس، وبالأدوات والأصص الزراعية التي مكّنتها هي وزوجها من زراعة المزيد من الصباريات والعصاريات والوصول إلى أسواق جديدة ، تقول تماضر “لقد ساهمت المعدات التي زوّدنا بها مشروع الصحراء الذكية في تسريع عملية الإنتاج وزيادة مبيعاتنا، فالآن أصبحت جميع النباتات محمية داخل البيوت البلاستيكية بعد أن زوّدنا المشروع بمنخل، وتمت تغطية البيوت بشرائح بلاستيكية لحماية النباتات من تلقبات الطقس وخاصة في فترات الشتاء الباردة، أما بالنسبة للأدوات فقد سهّلت العربات علينا نقل النباتات بعد أن كنا نضطر لنقلها بشكل يدوي وببطئ، كما استطعنا تخفيض التكاليف حينما حصلنا على عدد كبير من الأصص الزراعية، ليتسنى لنا بيع كميات أكبر من النباتات.”

وقد استفادت تماضر بشكل خاص من التدريبات التي شاركت بها مع فريق مشروع الصحراء الذكية، حيث انعكس ذللك بشكل إيجابي على مشروعها، تقول تماضر “التدريب الذي حضرته كان مفيدًا للغاية، وبعد التدريب قمت بعمل صفحة لمشروعنا على أحد منصات التواصل الاجتماعي، واستطعت من خلالها الوصول على العديد من الزبائن الذين يسكنون في محافظات أخرى، لم أكن لدي أية معرفة في السابق عن التسويق الإلكتروني وإدارة التكاليف وحساب الأرباح، أما الآن فأنا استخدم كل هذه المهارات في تطوير مشروعي وتحسينه.”

شكّل المشروع دخلًا جديدًا لعائلة تماضر، فزوجها يساعدها بالاعتناء بالنباتات وتكثيرها، كما أنها وزجها قاما بتوظيف عاملين بدوام جزئي لمساعدتهما في الأوقات التي يكون لديهما عدد كبير من الطلبات.

ع الذي بدأته تماضر وزوجها هو من أحد المشاريع المنزلية التي يسعى مشروع الصحراء الذكية والممول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية لدعمها في مناطق البادية الشمالية الشرقية، إذ يهدف المشروع إلى خلق مصادر دخل مستدامة للمستفيدين من الفئات الأكثر ضعفًا من الأردنيين واللاجئين السوريين.