التحدّي والإصرار يفتحان بوابة من الأمل على أحد الشبّان في قرى جرش

في مواجهة البطالة وغلاء المعيشة بدأ الشباب في الأردن بالتوجه إلى إقامة مشاريع منزلية صغيرة، وعلى الرغم من النمو المتواصل للأعمال المنزلية في الأعوام الماضية، ومساهمتها في 40% من الناتج الإجمالي المحلي بشكل مباشر وغير مباشر*، فإن هذا المجال لا زال يواجه مشاكل تنظيمية عديدة ويعاني من عدد كبير من الثغرات وعدم الكفاءات مما يحد من نموه وتطوره، فمثلًا يعتمد أصحاب الأعمال المنزلية بشكل كبير على التسويق الشفوي لترويج منتجاتهم، إذ لا يمتلكون المصادر أو القدرات على التسويق بشكل محترف، كما يمارس معظم أصحاب المشاريع المنزلية أعمالهم دون تسجيل مشاريعهم أو ترخيص منتجاتهم بشكل قانوني، الأمر الذي يحدّ من وصول منتجاتهم إلى الأسواق المحلية ويؤثر سلبًا على مبيعاتهم.

تخرّج جمال من الجامعة بعد أن درس الاختصاص الذي أحبّه “التصنيع الغذائي”، حيث ولدت في سنواته الجامعية فكرة فتح مشروعه الخاص لتصنيع المخللات بأنواعها، ففكّر في أن يعمل في البداية لتأمين المصاريف اللازمة لشراء المعدات لكن جائحة كورونا حالت دون حصوله على فرصة عمل، يقول جمال ” حاولت البحث عن فرصة عمل تمكنني من إدخار النقود لأستطيع البدء بتفيذ مشروعي، ولكنني لم أتمكن من ذلك، لذا بدأت بالتدريب الغير مدفوع لدى أحد المصانع لأحصل على خبرة أفضل في هذا المجال.”

قدّم مشروع الصحراء الذكية لجمال المعدّات التي يحتاجها لبدء مشروعه المنزلي، ليبدأ بمباشرة العمل على مشروعه بعد أن تلقّى الدعم الإداري والقانوني اللازم لبدء مشروعه بصورة صحيحة، يقول جمال “لم أكن لأستطيع البدء بالعمل على مشروعي لولا المعدات التي تلقيتها من قبل المشروع، فبالطبع كان يمكنني البدء باستخدام المعدات المنزلية التي يستخدمها أفراد عائلتي في المنزل، إلا أن ذلك لم يكن ليساعدني على إنتاج المنتجات بالجودة التي أريد، الآن يمكنني تحضير المخللات في ظروف صحية باستخدام الطاولات المخصصة لتحضير الأغذية، كما يمكنني بيع المنتجات الغذائية في أوعية معقمة ومخصصة فقط لهذه المنتجات، كما ساهمت الثلاجة التي تم تزويدي بها من تخفيض كلف شراء الخضروات وحفظها لفترة أطول، فالآن أشتري كميات كبيرة من الخضروات بسعر أقل بدلًا من شراء كميات قليلة بسعر مرتفع.”
