مشاريع زراعية تزدهر بعد الدعم

مشاريع زراعية تزدهر بعد الدعم
الأربعاء 17 مايو, 2023

بمجرد الدخول إلى مزرعة عمار ستلاحظ حبّه وشغفه للزراعة في أدق التفاصيل، حيث تنسدل على البيوت البلاستيكية في مزرعته الواقعة في منطقة مغير السرحان ستائر لحماية النباتات، كما تبدو ثمار الفليفلة باللون الأخضر الذي ينبض بالحيوية والذي إن دل على شيء فهو يدل على الجهد المبذول من قبل صاحب المزرعة واعتنائه بتغذيتها وريّها بطرق صحيحة.

درس عمار المحاسبة لكنه سرعان ما عاد ليمارس الزراعة التي لم يهجرها حتى خلال فترة دراسته “أنا مزارع أبًا عن جد، أجد في الزراعة المتعة والفرص للتعرّف على العديد من الأشخاص وتعلّم شيء جديد كل يوم” يقول عمار.

يهدف مشروع الصحراء الذكية إلى دعم المشاريع الزراعية وتمكين المزارعين من توفير دخل مستدام خلال العام، ومن خلال مشروع الصحراء الذكية تم دعم عمار ببيتين بلاستيكيين ومرشات ري ليبدأ بعدها بزراعة نباتات الفلفل والفاصولياء، ويوظّف اثني عشر عاملًا من اللاجئين السوريين لمساعدته بالاعتناء بالنباتات عبر ريها وتسميدها، ثم قطفها مع نهاية كل موسم، يقول عمار “كان علي توظيف المزيد من العمال، حيث زاد الإنتاج بعد أن تلقيت الدعم من قبل مشروع الصحراء الذكية واحتجت للمساعدة في الاعتناء بالمحاصيل الزراعية.”

وفّرت البيوت البلاستيكية لعمار وعائلته دخلًا سنويًا، فالآن يساعده شقيقه بشار وبعض الأقارب في العمل، كما يساعدونه في توصيل المنتجات إلى الأسواق المحلية لبيعها في المحافظات الأخرى، يقول عمار “لم ندخر جهدًا انا وأفراد عائلتي في الاعتناء بالمحصول الزراعي، والآن نحن سعداء بكون منتجاتنا ذات جودة عالية وهي مطلوبة في الأسواق المحلية.”

بدأ عمار تجربة زراعة محاصيل أخرى في مزرعته، ويطمح لإنشاء نظام ري خاص بمزرعته، ليصل إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي في مشروعه، كما يأمل أن يكبر مشروعه ليستطيع توظيف المزيد من العمال من أهل المنطقة، ويقول عمار أن سر نجاحه يكمن في استمتاعه بعمله وحبه لتكوين العلاقات مع أصحاب المهن التي ترتبط بمشروعه “أنصح كل مزارع بتكوين علاقات جديدة، فمع كل علاقة تتعلم شيئًا مختلفًا، ولابد أن تتبادل المنافع مع الأشخاص من أصحاب المشاريع التي ترفد المشاريع الزراعية”.

ومن الجدير بالذكر، أن مشروع الصحراء الذكية الممول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية والذي يتم تنفيذه من قبل تحالف من المنظمات المحلية والعالمية تحت قيادة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي من خلال التمكين الاقتصادي للفئات المستضعفة من الأردنيين واللاجئين السوريين في القطاع الزراعي في مناطق المرتفعات الأردنية الشمالية والشرقية عبر زيادة دخلهم وخلق فرص عمل جديدة وتحسين ظروف عملهم في هذا القطاع.