من خيم الصحراء إلى مشروع ناجح لإنتاج الألبان والأجبان

محمد وصقر من أصحاب المشاريع الريادية التي يدعمها مشروع الصحراء الذكية الممول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية إذ يقدم المشروع الدعم اللازم للمستفيدين عبر عدة مراحل تبدأ من التوعية القانونية ودعم عملية التسجيل والترخيص، وتقديم خدمات التدريب وتطوير الأعمال، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم، بالإضافة إلى تزويدهم بالمعدات والمواد اللازمة لإطلاق وتشغيل مشاريعهم الإنتاجية

بدأ صقر عمله في مجال إنتاج الألبان والأجبان منذ تسع سنوات، وطيلة هذه المدة كان عليه مغادرة بلدته الأم الخالدية، ليعمل لدى البدو من أصحاب الأغنام في الصحراء “كان علي المكوث لفترة طويلة في الصحراء لإنتاج الأجبان في موسمها، إذ لم تتوفر هناك ثلاجات لحفظ المواد الطازجة، فكنت أبدأ العمل مع شروق الشمس وأنهيه مع غروبها حيث يتطلّب تحضير الأجبان بشكل يدوي وقتًا طويلًا، وعلى الرغم من كل هذا التعب كنت أتقاضى أجرًا زهيدًا لقاء عملي إذ لم يكن باستطاعتي إنتاج كميات كبيرة” يقول صقر.
وفي الوقت الذي كان فيه صقر في الصحراء يكتسب الخبرة في مجال الألبان، كان قريبه محمد يدرس في الجامعة، حيث كانت تراوده رغبة كبيرة في تأسيس مشروعه الخاص الذي ينوي أن يكرّس وقته وجهده في العمل عليه وكان قد وجد في قريبه صقر الخبرة اللازمة لفتح مشروع فريد من نوعه في البلدة، لتحدث النقلة النوعية في حياتهما بعد أن قدّم لهما مشروع الصحراء الذكية المعدات اللازمة والتوجيه لإطلاق وتشغيل مشروعهما

“البداية لم تكن سهلة، فقد وقفت عائلتي ضد فكرة فتح مشروعي الخاص ظنًّا منهم بأنه سيفشل لأن الظروف المالية كانت صعبة في ذلك الوقت ولم يتوفر لدي المال لشراء المعدات التي احتجتها لفعل ذلك، ولكن وبعد أن زوّدني المشروع بالمعدّات كجهاز الخض وثلاجة العرض والمواد الخام تمكّنت من تحقيق حلمي بأن أُصبح صاحب مشروعي الخاص الذي لم أدّخر جهدًا في تعلّم كل شيء عنه، وأصبح الجهد الذي أبذله يعود دخله بالكامل علي بعد أن كنت أتقاضى جزءًا بسيطًا منه، وكان للتوجيه والدعم المعنوي الذي قدّمه فريق المشروع دور كبير في القرارات المالية التي اتخذتها والتي ساهمت في إنجاح مشروعي، أما والدي فيشعر الآن بالفخر لكون ابنه الذي لم يتجاوز عمره الـ22 عامًا هو صاحب معمل الألبان الذي يتحدّث الجميع عن جودة منتجاته، ويأتون من محافظات بعيدة لأجل الحصول عليها” يقول صقر

ساهمت المعدات التي تم تزويد صقر ومحمد بها في رفع الإنتاج بنسبة 50% مقارنة بما كان ينتجه صقر بشكل يدوي في السابق، كما ساعدت على توفير الوقت والجهد وتحقيق مصدر دخل جديد لهما “حقّق لنا المشروع الاكتفاء الذاتي وعرّفنا على الكثير من الأشخاص، الآن أصبحنا نساهم في مصروف عائلتينا، وأصبح بإمكاننا أن نوظّف بعض العمال بدوام جزئي” يقول محمد.
يحلم محمد وصقر بأن يكبر مشروعهما ليصبح مصنعًا تصل منتجاته إلى كافة محافظات المملكة، ويؤمنان أن بوجود الإرادة تتحقّق المستحيلات، ويقدّمان نصيحة لكل من يريد أن يبدأ مشروعه الخاص بأن يبدأ العمل دون كلل ولا ينتظر اللحظة المناسبة، ويؤكدان بأن الإخلاص كان سر نجاحهما “السمعة الطيبة هي الأساس، فحين يثق الزبائن بمنتجك يجلبون لك زبائن آخرين، ثق بقدراتك وكن عند ثقة زبائنك بك”
