من مبادرة بيئية إلى معمل لإنتاج الكومبوست

من مبادرة بيئية إلى معمل لإنتاج الكومبوست
الأربعاء 17 مايو, 2023

تصل نسبة النساء اللاتي يرأسن أسرهن في الأردن إلى 17.5%* وتقع عليهن مسؤوليات جمة، بدءًا من تربية الأبناء وحتى تأمين المصاريف المادية، حيث يكافحن لتأمين الاحتياجات الأساسية لأفراد أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الهشة التي تعيشها المنطقة.

فائقة (أم ورد)، هي إحدى السيدات الناشطات في مجال العمل المجتمعي والبيئي، تبنّت فكرة لحل مشكلة التلوث البيئي التي تعاني منها منطقة الخالدية في محافظة المفرق، لتزدهر الفكرة خلال فترة قصيرة وتتحول إلى معمل لتصنيع الكومبوست تعمل فيه أكثر من 16 سيدة من الأردنيات واللاجئات السوريات، معظمهن المعيلات الوحيدات لأسرهن

بدأ المعمل إنتاجه عام 2018، حيث كانت معظم عمليات التصنيع والتحميل تتم بشكل يدوي، كما لم تكن هناك ميزانية كافية لتأهيل أدوات ومرافق المعمل كساحة العمل، والمخازن، ودورات المياه، تقول أم ورد “كان الإنتاج والتسويق ضعيفًا، فعدد العاملات وقدراتهن البدنية محدودة نظرًا لكون معظمهن متقدّمات في العمر، كما كانت المنتجات تصل السوق بحالة سيئة لعدم وجود مخازن مناسبة لحفظ المنتجات خاصة في فصل الشتاء”

من خلال مشروع الصحراء الذكية الممول من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية تم تزويد المعمل بالمعدات اللازمة من جهاز تحميل وماكينات خياطة، وإعادة تأهيل المرافق ودورات المياه التي تستخدمها العاملات. تقول ختام، 51 عاماً، إحدى العاملات في المعمل، وهي المعيلة الوحيدة لأسرتها “كنا نستغرق وقتًا طويلًا في خياطة أكياس السماد بأيدينا، كما كنا نقوم بحمل عدد كبير من الأكياس الثقيلة من المعمل إلى سيارات التحميل، وما أن ينتهي العمل حتى تبدأ معاناتنا مع أوجاع وآلام كثيرة في الظهر والرقبة، أما الآن وبعد أن زوّدنا مشروع الصحراء الذكية بآلات خياطة وجهاز تحميل فقد أصبح العمل أسهل، كما اختفت معظم الأوجاع الجسدية التي كنت أعاني منها في السابق”.

وبالإضافة إلى المعدات، قام المشروع بإعادة تأهيل المرافق الصحيّة، كما تمت إضافة مظلة لحماية العاملات من الشمس أثناء عملهن في الساحة الخارجية حيث تتم معظم عمليات الإنتاج، وعمل المشروع على إنشاء مطبخ للسيدات لضمان توفير بيئة عمل صحية ومريحة لهن، وتقول أمينة،41 عام، وهي المعيل الوحيد لأسرتها أيضًا “نقضي معظم يومنا في العمل، وحينما كان يأتي وقت استراحة الغداء كان من الصعب إعداد شيء نشربه أو نتناوله معًا، أما الآن فقد أصبح ذلك ممكنًا بعد أن قام المشروع بإنشاء مطبخ لنا”

ومن خلال الدعم الذي تم تقديمه سيتمكّن المعمل خلال الفترة القادمة من فتح الباب لخمس سيدات أخريات للحصول على فرصة عمل تحفظ كرامتهن وتساهم في حصولهن على مصدر دخل جديد “سنتمكّن من توظيف المزيد من العاملات والعمّال قريبًا، فبفضل المعدات التي تم تزويدنا بها تخطّت نسبة إنتاجنا الـ50%، كما ظهر فرق كبير على مبيعاتنا بعد تحسّن جودة منتجاتنا نتيجة لإنشاء المشروع لمخازن لحفظها بطريقة مناسبة” تقول أم ورد

تحلم أم ورد بأن تتمكن من توسيع نطاق عملها لإيجاد المزيد من فرص العمل لأهل المنطقة، كما ترى أن فرصة العمل ليست مجرد وظيفة، بل هي أداة تمهّد الطريق أمام المجتمعات وتنأى بهم عن رصيف الفقر والبطالة